وقد بينتُ ذلك في كتابي المؤلَّف في "أبنية الأسماء والأفعال"؛ وقد كان الأخفشُ سعيدٌ يبني من الأمثلة ما مثل له، وسئل أن يبني عليه؛ وإن لم يكن ذلك في كلام العرب؛ وفي ذلك حجة لأبي العباس بن ولاد فيما تغفله فيه أبو جعفر، وإن كان قولًا قد رغب عنه جماعة من النحويين.
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة.
[١٦٠ - أبو القاسم بن ولاد]
هو عبد الله بن محمد بن الوليد، وكان دون أخيه في العلم، وكان عنده كتاب أبي الحسين أبيه الذي انتسخ من أصل المبرد، وكان يُقرأ عليه الكتاب بعد أخيه أبي العباس.
[١٦١ - أبو جعفر بن النحاس]
هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف بالنحاس، أخذ عن أبي إسحاق الزجاج. وكان واسع العلم، غزير الرواية، كثير التأليف؛ ولم تكن له مشاهدة، فإذا خلا بقلمه جود وأحسن.
وله كتب في القرآن مفيدة، منها كتاب معاني القرآن، وكتاب إعراب القرآن، جلب فيه الأقاويل، وحشد الوجوه، ولم يذهب في ذلك مذهب الاختيار والتعليل، وكان لا يتكبر أن يسأل الفقهاء وأهل النظر ويفاتشهم عما أشكل عليه في تأليفاته، وكان يحضر حلقة ابن الحداد الشافعي، وكانت لابن الحداد ليلة في كل جمعة يُتكَلَّم فيها عنده في مسائل الفقه على طرائق النحو، فكان لا يدع حضور مجلسه تلك الليلة.
وله كتاب في تفسير أسماء الله -عز وجل- أحسن فيه، ونزع في صدره بالاتباع للسنة والانقياد للآثار. وله في ناسخ القرآن ومنسوخه كتاب حسن،