للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: لي اليوم أكثر من شهرٍ أختلف إلى رقَّادة، إلى دار فلان -وذكر بعض السلاطين- أشْكُل له كُتبًا وأُصحِّحها. فقال: سَرَرْتَنِي والله. قال: بماذا سررتُك؟ قال: بما يكون من برِّه ومكافأته على اختلافك إليه وتصحيحك لكتبه. فضحك وقال: والله ما هو إلا أن أكترِيَ دابَّةً إذا مضيتُ، وكذلك إذا رجعتُ من مالي. فعجب من ذلك وقال: تدري كم وصل إليَّ من ابن الصائغ صاحب البريد؟ قال: لا. قال: نحو من خمسمئة دينار، سوى الخِلَع وقضاء الحوائج والبر والإكرام، ولا كان يسألني عن شيء إلا إذا أكل يوم الجمعة بعث في طلبي دابَّته وابنه، وأحضر مائدته.

وكان أبو محمد المكفوف من أهل سُرت، وهجاه إسحاق بن خُنَيس فقال:

ألا لُعِنتْ سُرتٌ وما جاء من سُرتِ ... فقد حل من أكنافها جَبَلُ المقت

في شعر له طويل، فقال فيه المكفوف:

إنَّ الخُنَيسيَّ يهجوني لأرفعه ... اخسأ خُنَيس فإني غير هاجيكا

لم تَبْق مثلبة تُحْصى إذا جُمعت ... من المثالب إلا كلُّها فيكا

وله أشعار فصيحة، وأراجيز عربية، وله كتاب في شرح صفة أبي زُبَيد الطائي للأسد؛ جود فيه وحسنه.

وتوفي المكفوف سنة ثمان وثلاثمئة.

[١٧٤ - المدني]

هو أحمد بن محمد، من أهل تونس، وكان عروضيًّا نحويًّا يؤدب الصبيان ويثقفهم على حدود العربية، وكانت له أشعار حسان.

١٧٥ - خلف الأطرابُلُسي

هو خلف بن مختار الأطرابُلُسي، وكان صاحب نحو ولغة، وكان

<<  <   >  >>