مَن لِعينٍ بدمعِها مَوْليَّهْ ... ولنفْس بما عراها شجيَّهْ
فبناها لى "فعيلة".
وعاش الحكيمُ حتَّى بلغ ثمانين سنة، وأدَّب أميرَ المؤمنين الحكمَ المستنصر بالله -رضي الله عنه-، وأعقبه ابنًا قدَّمه أميرُ المؤمنين -رحمه الله- إلى خزانة المال.
وتوفي لعشر خلون من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمئة.
[٢٢٩ - القلفاط]
هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن زكريا، وكان بارعًا في علم العربية، حافظًا لها مقدمًا فيها، ولم يكن أحد يقارن الحكيمَ في علمه وثقابة ذهنه في نظره غيره؛ إلا أن الحكيم كان يفوق الجميع بما قدمنا ذكره من لطيف النظر. وكان حافظًا للغة بصيرًا بها، وكان شاعرًا مُجوِّدًا مطبوعًا، وكان يُقصِّدُ فيطيل ويُحسن.
أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن معاذ -وكان أديبًا صدوقًا- قال: أخبرني بعض من دخل العراق من الأدباء قال: استنشدني المعوَّج ببغداذ لأهل بلدنا، فأنشدته لأحمد بن محمد بن عبد ربه قصيدةً، وثانية، فلم يستحسن شيئًا مما أنشدته، فأنشدته لمحمد بن يحيى:
يا غَزَالًا عَنَّ لي فابـ ... ـتَزَّ قلبي ثمَّ وَلَّى
أنتَ مِنِّي بفُؤادِي ... يا مُنَى نَفْسِيَ أَوْلَى
حتى أتيت على آخر الشعر، فقال: هذا الشعرُ بختْمِهِ، لا ما أنشدتني به آنفًا.
حدثني محمد بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني بعض الشيوخ أنه شهِد