هديَّتِيَ التَّحيَّةُ للإِمامِ ... إمامِ العدل والملك الهمامِ
لأَني لو بذلْتُ له حياتي ... وما أَحوِي لَقلَّا للإِمامِ
أراكَ من الدواء الله نفعًا ... وعافيةً تكون إلى تمامِ
وألبسَكَ السلامَةَ مِنه رَبٌّ ... يريكَ سلامةً في كلِّ عَامِ
أَتأذنُ في الدخول بلا كلامٍ ... سوى تقبيل كفِّك والسلام!
فدخل الحاجب بها، ثم خرج، فقال: ادخُل.
قال أبو عبد الله: وكان يقال: ترْك الضحك من العَجب أَعْجَب من الضحك من غير عَجَب.
وكان يقال: الناسُ بخير ما تعجَّبوا من العَجَب.
وأنشدنا أبو القاسم لأبي عبد الله محمد بن أبي محمد اليزيديِّ:
أنا قد جئتُ راغبَا ... بعدما كنتُ عَائبَا
ومن الذنب لست أعـ ... ـرفُه جئت تَائبا
صرتُ للصُّلْحِ بعدما ... كنتَ إِيَّاهُ طالبا
زادني الله من صدو ... دك إن كنت كاذبا
لا ترُدَّنَّ خاضِعا ... لك بالرِّقِّ خائبَا
[٢٨ - أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي]
هو أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي. كان راويةً شاعرًا متفننًا في العلوم. قال: قال أبو جعفر: أصبحتُ يومًا في غيم ورذَاذ، ففكَّرتُ فيمَنْ أبعث إليه، فخطَر بقلبي أبو جعفر محمد بن الفضل، فأخذتُ الدواةَ لأكتب إليه، فإذا أنا بالغلام قد دخل عليَّ، فقال: أبو جعفر محمد بن الفضل بالباب. فقلتُ: يدخل. فلما دخل قمتُ إليه، والقلم والقِرطاس في يدي. فقلت: هذا والله كتابي إليك، فالحمد لله الذي جاء بك. فقال: ليس والله