الغايتين: الإتقان، والتجويد؛ حتى حُسِد عليه، وذكر الطاعنون أنه من تأليف غيره من أهل المشرق، فمات قبل إكماله، فأكمله أبوه ثابت بن عبد العزيز.
سمعت إسماعيل بن القاسم البغداذي يقول: لم يُؤلَّف بالأندلس كتاب أكمل من كتاب ثابت في شرح الحديث، وقد طالعت كتبًا أُلِّفت فيما لديكم، ورأيت كتاب الخشني في شرح الحديث وطالعتُه، فما رأيته صنع شيئًا، وكذلك كتاب عبد الملك بن حبيب.
قال محمد بن حسن: ولو قال إسماعيل: إنه لم ير بالمشرق كتابًا أكمل من كتاب قاسم في معناه؛ لما رددتُ مقالته، على أن لأبي عبيد في هذا الفن فضل السبق عليه.
وقال إسماعيل: أخذتُ كتاب الدلائل على ولد قاسمٍ إعجابًا مني بالكتاب، وما كان ولده أهلًا للأخذ عنه.
قال محمد بن حسن: وكان ابنه مُضعَّفًا، وكان ثابتٌ وقاسمٌ من أهل الفضل والورع والعبادة.
[٢٣٨ - الجرفي]
هو محمد بن سليمان الأنصاري المكفوف، وكان ذا فضل وعبادة، وكان حسن الإفهام، مجتهدًا في التأديب، وأنجب على يديه خلق كثير، وكان مُقرئًا، وقرأ القرآن على ابن الرَّفَّاء، وقرأ ابنُ الرَّفَّاء على ابن خيرون، وعلى ابنة صاحب الفرن ببغداذ، وكانت لا نظير لها في القراءة.
وتوفي في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمئة.
[٢٣٩ - المنذر بن عبد الرحمن]
هو أبو الحكم المنذر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المنذر بن الإمام عبد الرحمن بن معاوية -رضي الله عنه-، ويُعرف بالمذاكرة؛ لأنه كان إذا