هو مِلْحان بن عبيد الله بن مِلْحان بن سالم، مولى مسلمة بن عبيد الرحمن، وكان له حظ من علم العربية، وكان مؤدبًا بها، وكان له نظرٌ في حد المنطق، ومطالعة لكتب الفلسفة، واستأدبه أمير المؤمنين -رضي الله عنه- لولده.
وتوفي في سنة أربعين وثلاثمئة.
[٢٧٧ - ابن الأصفر]
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله المكفوف القرشي، مولى لهم. كان مؤدبًا بالقرآن والشعر والحديث والنحو، وكان له حظ من علم النحو، واحتجاج في مذاهب المتكلمين، وبصر بمعاني شعر حبيب وغيره من أشعار المحدثين، وكان يقرض الشعر، وله في أمير المؤمنين الناصر -رضي الله عنه- قصيدة تائية سأله فيها صرف حانُوت كان اغتصبه إياه إبراهيم بن حجاج، أولها:
شَتَّتَ دَمعي شَتًّا أيَّ تشتيتِ ... بما بِلَحْظِكَ من بَادي التَّماويتِ
وفيها:
وكنتُ صاحبَ حانوت فصيَّره ... جَوْرُ ابن حجاج في جمِّ الحوانيت
وكتب إلى عبد الله بن بدر بأبيات، كان سببُها أنه كان مَعْنِيًّا بثلاثة شخوص عُورِ العيون كواسج، وكانوا يعتمرون له ضَيْعة، وهي قوله:
لله أنت فقد أحسنت ما شينا ... أعطيتنا كرمًا أقصى أمانينا
إن الكواسجة العورَ العيونِ أتوْا ... وأنت ترغبُ عنهم حين يأتونا
وإنهم لمساكينٌ سواسيةٌ ... واللهُ أوصاك أن تُعطي المساكينا
أدَّوْا عُشُورَك واستبقَوْا على وجَلٍ ... وليس عندهمُ شيء يُؤدُّونَا