هو يزيد بن طلحة العبسي، ويعرف بيزيد الفصيح، أخذ عن خصيب الكلبي والخشني ومحمد بن غاز. وكان أستاذًا في علم العربية واللغة، مقدمًا مشهورًا بالفضل، شائع الذكر، وكان ذا حظ من البلاغة. وكتب إلى أهل قرمونية يحضهم على الطاعة:
(إنَّ أحقَّ ما رجع إليه الغالون، ولحق به التالون، وآثره المؤمنون، وتعاطاه بينهم المسلمون، ممَّا ساء وسرَّ، ونفع وضرَّ؛ ما أصبح به الشمل ملتئمًا، والأمر منتظمًا، والسيف مغمودًا، ورواق الأمن ممدودًا؛ وليس من ذلك أولى بإحراز الثواب ولا أحرى من الدخول في الطاعة، وترك الشذوذ عن الأئمة، فإلى الله نرغب في المعونة على أحسن بصائرنا في وَهْيٍ يَرْقَعُه، وشعبٍ يلأمه، وسلك ينظمه، وأن يجعل ما حضضناكم عليه من اجتماع الإلف، والدخول في الطاعة اختبارًا يصل لنا به خير الدارين، ويحمل عنا فيه حق الخلافة المرضية، التي هي من الله صلاح لهذه الأمة، وسنة متبعة جامعة لتأليف الشمل، وحقن الدماء، وتحصين الفروج والأموال).
ويزيد القائل:
فألبسني قُمْصًا من الفضل والنَّدى ... وألبستُه قُمْصَ البديع من الشِّعرِ
رياضًا وحَلْيًا لا يزال لباسه ... من اللؤلؤ المكنون والسُّنْدس الخُضْر