هو إبراهيم بن قَطَن المهري، أخو أبي الوليد عبد الملك.
قال أبو علي الحسن بن أبي سعيد: سمعت بعض المشيخة يقول: كان سببُ طلب أبي الوليد المهري للعربية والنحو: أن أخاه إبراهيم رآه يومًا وقد مدَّ يده إلى بعض كتبه يقلبها، فأخذ كتابًا منها فجعل يقرؤه، فجذبه من يده وقال له: ما لك ولهذا! وأسمعه كلامًا وبَّخه به، فغضب أبو الوليد لما قابله به أخوه، فأخذ في الطلب حتى علا عليه، وعلى أهل زمانه كلهم، فاشتهر ذكره وسما قدره، فليس أحد من الخاصة والعامة يجهل أمره، ولا يعرف إبراهيمَ إلا القليلُ من الناس، وكان إبراهيم يرى دين الإباضية.
[١٦٧ - أبو الوليد المهري]
هو عبد الملك بن قَطَن المهري، شيخ أهل اللغة والعربية والنحو والرواية، ورئيسهم وعميدهم، والمقدم في عهده وزمانه عليهم. وكان من أحفظ الناس لكلام العرب وأشعارها، ووقائعها وأيامها، وكانت الأشعار المشروحة تُقرأ عليه مجردة من الشرح، فيشرحها ويفسر معانيها، فلما دخلت المشروحات نظر طلبة العربية والنحو فيها وفيما كانوا رووا عنه منها، فلم يجدوا في شرحه خلافًا لما قال أصحاب الشرح، ولا وجدوا عليه في روايته وتفسيره شيئًا من الخطأ.
وكان لقي جماعة من العلماء بالعربية والمعروفين بالرواية، منهم: ابن الطرماح، وعياض بن عوانة، وأبو عبد ارحمن المقرئ الكوفي، وقتيبة النحوي، وكثير من الأعراب منهم أبو المنيع الأعرابي.
وله كتب كثيرة ألفها، من ذلك: كتاب في تفسير مغازي الواقدي، وكتب