قال مروان بن عبد الملك: سمعت أبا حاتم يقول: يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق، من أهل بيت العلم بالقرآن، والعربية، وكلام العرب، والرواية الكثيرة للحروف، والفقه. وكان أقرأ القراء. وأُخِذ عنه عامَّةُ حروف القرآن، مُسنَدًا وغير مسند، من قراءة الحرميِّين والعراقيين والشام وغيرهم.
قال أبو حاتم: وكان أعلمَ من أدركْنا ورأينا بالحروف، والاختلاف في القرآن وتعليله ومذاهبه، ومذاهب النحو في القرآن، وأروى الناس لحروف القرآن وحديث الفقهاء.
وليعقوب كتاب سماه "الجامع"، جمع فيه عامة اختلاف وجوه القرآن، ونسب كل حرف إلى من قرأ به. وتوفي سنة خمس ومئتين.
[١٩ - أبو عاصم النبيل]
حدثنا أحمد قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا مروان بن عبد الملك قال: سمعت عباسًا يقول: كان أبو عاصم قد نيَّف على التسعين، وما رأيت أحدًا أذكى منه.
وقال لي أبو عاصم: كان دهرَنا الأدب والشعر وأيام العرب، وإنما وقعنا إلى الأحاديث اليوم.
سمعت أبا حاتم يذكر عن أبي زيد الأنصاري قال: كان أبو عاصم في حداثته ضعيف العقل، وكان اسمه الضَّحَّاك، وكان يطلب العربية فيقال له: كيف تصغر الضحاك؟ فيقول:"ضُحيْكيك" قال: ثم نسأله فيقول: ولو كان له عقل كفاه مرَّة.