للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع أبي عبيدٍ، فجاز بدار إسحاقَ بنِ إبراهيم الموصلي، فقال: ما أكثر علمَه بالحديث والفقه والشعر، مع عنايته بالعلوم! فقلت: إنَّه يذكرك بضدِّ هذا. قال: وما ذاك؟ قلتُ: ذكر أنك صحَّفتَ في المُصنَّفِ نَيِّفًا وعشرين حرفًا. فقال: ما هذا بكثير، في الكتاب عشرة آلاف حرف مسموعة، فغلط فيها بهذا ليسير، لعلِّي لو نُوظِرتُ عنها لاحتججتُ فيها. ولم يذكر إسحاقَ إلا بخيرٍ.

قال أبو بكر محمد بن الحسن الزُّبَيْدِيُّ: ولما اختلفت هاتان الروايتان في العدد، أمرني أمير المؤمنين -رضي الله عنه- بامتحان ذلك، فعددتُ ما تضمَّن الكتابُ من الألفاظ، فألفيتُ فيه سبعة عشر ألف حرف وتسعمئة وسبعين حرفًا.

١٢٤ - يَعقوبُ بنُ السِّكِّيتِ

هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت. حدثني أبو عليٍّ إسماعيل بن القاسم البغداذيُّ قال: حدثني أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، عن أبيه، عن أحمد بن عبيد قال: شاورني أبو يوسف يعقوبُ بن السكيت في منادمة المتوكل، فنهيتُه، فحمل قولي على الحسد، وأجاب إلى ما دُعِي إليه من المنادمة، فبينما هو معه في بعض الأيام إذ مَرَّ ابنانِ للمتوكل، فقال له: يا يعقوب، مَن أحبُّ إليكَ: ابنايَ هذانِ، أمِ الحسنُ والحسينُ؟ فغضَّ مِن ابنيه، وذكر الحسنَ والحسينَ بما هما أهلُه، فأمر الأتراك فدِيسَ بطنُه، فحُمِل وَقيذًا، وعاش يومًا وبعضَ يومٍ.

قال عبد الله بن عبد العزيز بن القاسم: نهيتُ يعقوبَ بن السكيت حين شاورني فيما دعاه إليه المتوكل من مُنادمته، فلم يَقْبَلْ قولي، فلما عرضَ له ما عرضَ قلتُ:

نهيتُك يا يعقوبُ عن قُرْبِ شادنٍ ... إذا ما سَطَا أَرْبى على أم قَشْعَمِ

<<  <   >  >>