للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقالٌ كحدِّ السيف وسْط المحافلِ ... فَرَقْتَ به ما بين حقٍّ وباطلِ

بقلب ذكيٍّ ترتمي جَنباته ... كبارق رعدٍ غير رعْشِ الأناملِ

لخير إمام كان أوْ هو كائنٌ ... لمقتَبِلٍ أو في العصور الأوائل

ترى الناسَ أفواجًا يؤُمُّون فضله ... وكلّهمُ ما بين راضٍ وآملِ

وفود ملوك الروم وسْط فِنائه ... مخافة بأس، أو رجاءً لنائلِ

فعِشْ سالمًا أقصى حياة معمَّرٍ ... فأنت غياث كلِّ حافٍ وناعلِ

ستملكها ما بينَ شرق ومغربٍ ... إلى أرض قُسْطَنْطِين أو درب بابلِ

وولي قضاء الجماعة بقرطبة، فلبث قاضيًا إلى أن توفي، فما حفظ له جور في قضية، ولا هوادة بسبب غاية، وهو القائل:

هذا المقال الذي ما عابه فَنَدُ ... لكنَّ قائله أزرى به البلدُ

لو كنت فيهم غريبًا كنت مُطّرحًا ... لكنني منهم فاغتالني النَّكَدُ

لولا الخلافة أبقى الله بهجتَها ... ما كنت أبقى بأرضٍ ما بها أحدُ

[٢٦٣ - أبو وهب بن عبد الرؤوف]

هو أبو وهب عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرؤوف، وكان بصيرًا بالعربية حاذقًا فيها، وكان قد طالع كتاب سيبويه ونظر فيه، وكان له حظ في قرض الشعر، وهو القائل وكان سِناطًا:

ليس لمن ليست له لحيةٌ ... بأسٌ إذا حصَّلتَه لَيْسَا

وصاحبُ اللحيةِ مُستقبَحٌ ... يشبهُ في طلَعْتِه التَّيْسَا

<<  <   >  >>