للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٥٧ - أبو الحسين]

هو محمد بن الوليد بن ولَّاد التميمي، أخذ عن أبي علي الدينوري، وعن محمود بن حسان، وغيرهما بمصر، ثم رحل إلى العراق وأقام بها ثمانية أعوام، ولقي المبرد وثعلبًا، وكان حسنَ الخطِّ، صالح الضبط، وتزوَّج أبو عليٍّ الدِّينوريُّ أُمَّه. وله في النحو كتابٌ سماه "المُنمَّق" لم يصنع فيه شيئًا، وقرأ على المبرد كتابَ سيبويه.

أبو بكر: وحدثنا محمد بن يحيى النحوي الرياحي، حدثنا أبو القاسم بن ولَّادٍ قال: رحل أبي أبو الحسين محمد بن ولَّاد إلى العراق -وفيها أهله- لأخذ كتاب سيبويه عن أبي العباس المبرد، وكان المبرّد لا يُمكِّن أحدًا من نُسخَتِه، وكان يَضَنُّ بها ضَنًّا شديدًا، فكلَّم ابنَه فيه على أن يجعل له في كل كتاب منه جُعلًا قد سمَّاه، فأجابه إلى ذلك، فأكمل نسخَه. ثمَّ إنَّ أبا العباس ظهر على ذلك بعدُ، فسعى بأبي الحسين إلى بعض خدمة السُّلطان ليحبسه له، ويعاقبه في ذلك، فامتنع منه أبو الحسين بصاحب خراج بغداذ فيها يومئذ، وكان فيها أبو الحسين يُؤدِّب ولده، فأجاره منه، ثمَّ إنَّ صاحب الخراج أَلَظَّ بأبي العباس يطلب إليه أن يقرأ عليه أبو الحسين الكتاب، حتى فعل. فقرأتُه أنا على أبي القاسم ابنه، وهو ينظرُ في ذلك الكتاب بعينه، وقال لي: قرأتُه على أبي مرارًا؛ هذا كله في الأولى.

وتوفي أبو الحسين سنة ثمان وتسعين ومئتين، وكان قد بلغ الخمسين، وغلب الشيب عليه، وكان يَخْمَع من رجله.

[١٥٨ - أبو الطاهر]

هو أحمد بن إسحاق الحميري، ويعرف بالجبر، وتوفي سنة إحدى وثلاثمئة.

<<  <   >  >>