قال أحمد بن يحيى: كان سَلَمَة حافظًا لتأدية ما في الكتب، وكان ابنُ قادم حسَن النظر في العِلَل، وكان الطُّوال حاذقًا بإلقاء العربية.
أبو عليٍّ إسماعيل قال: سمعتُ محمد بن القاسم بن محمد الأنباري يقول: ما أسِيتُ على شيءٍ كما أسِيتُ على تركي السماع لكتاب المعاني للفراء من أبي العباس أحمد بن يحيى. وإنما كان يَقْطعُني عنه الحديثُ، وكان يُقرأ بالعَشيَّات على باب داره. قال: وكتاب سلَمة أجودُ الكتب؛ لأنَّ سلمة كان عالمًا، وكان لا يحضر مجلسَ الفرَّاء يوم الإملاء، وكان يأخذ المجالس مِمَّن يحضرُ ويتدبَّرها، فيجد فيها السَّهو، فيناظرُ عليها الفراء، فيرجع عنه. وكان أحمد بن يحيى سمِعه من سلَمة بن عاصم عن الفراء. والحدود في النحو ستُّون حدًّا، سمعها أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن سلَمة بن عاصم عن يحيى بن زياد الفراء.