ومن البلاء بأنَّ عينك فاتنٌ ... للعالمين وأنَّ وجهَك ساحرُ
وإذا برزتِ فكلُّ قلبٍ طائر ... شوقًا إليكِ وكل طَرْفٍ ناظرُ
ولديك إسعافٌ لهم وإجابةٌ ... وهو الذي ما زلتُ منك أحاذر
في دون هذا للمتيَّم سَلْوَةٌ ... عن إلفه لو أنَّ قَلْبيَ صابرُ
ولأهجرنَّك جازعًا أو صابرًا ... إني إذا إِلْفٌ تنكَّرَ هاجرُ
٢٩ - أبو العباس الفضل بن محمد بن أبي محمد اليزيديّ
هو الفضل بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك. قال أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن عبد الله، حدثني فَضْلٌ اليزيديُّ قال: كان محمد بن نصر بن ميمون بن بسام الكاتب أَسْرَى النَّاس منزلًا وآلةً وطعامًا وعَبيدًا، وكان ناقصَ الأدب، وكُنت أختلِف إلى وَلَدِه وولد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ليقرؤوا عَلَيَّ الأشعار. وكان عبدُ الله أيضًا سَرِيًّا جاهلًا، فدخلتُ يومًا والستارة مَضرُوبةٌ، وهو وعبد الله يَشْرَبان، وأولادهما بَيْنَ أيديهما، وكانوا قد تَأدَّبُوا وفهموا وظَرُفوا، فغنَّى بشعر جرير:
قال: فقال عبد الله بن إسحاق لمحمد بن نصر: لولا جهل العرب ما كان معنى ذكر السعد هاهنا. فقال محمد بن نصر: لا تفعلْ يا أخي؛ فإنَّه يُقوِّي مِعدَهم، ويصلِحُ أسنانَهم. قال فضل اليزيدي: فقال لي علي بن محمد بن نصر: بالله يا أستاذ، اصفعهما وابدأ بأبي.