على عُفَير، واستخرجا من كتاب "العين" حروفًا مهملة، ونسخا من ذلك دفترًا ضخمًا، ولقيا عفيرًا بالكتاب، وأغربا به عليه، فأبطل جميع ذلك وأسقطه، ودفع أن يكون من كلام العرب، فقال له عبد الملك بعد أن نهض إليه فقبل يده: قبح الله بلدًا ضاع فيه مثلُك. وكان عفير قد أسنَّ وبلغ المئة، فكان أبناء الملوك يتغفلونه، ويخبرونه عن الجن بأخبار يصنعونها له، فيتقبل ذلك منهم.
وتوفي في ربيع الآخر سنة سبع عشرة وثلاثمئة.
[٢٢٦ - ابن أزهر الإستجي]
هو موسى بن أزهر؛ كان عالمًا باللغة، حافظًا لها، متقدمًا فيها، يُقرأ عليه شرحُ الحديث، والغريبُ المصنفُ ظاهرًا.
[٢٢٧ - صالح بن معافى]
كان من ذوي العلم بالعربية والرواية للشعر، وكان يؤدب عند بني فُطَيس، وكان ذا خيرٍ وفضلٍ في الدين، وكان محمد بن يحيى القلفاط قد كايده، وأراه أنه ممن يبتغي النظرَ عنده، وانتسب له إلى البادية، فأظهر له صالح بن معافى الاجتهاد في تأديبه وتبصيره، فاختلف القلفاط في ذلك إليه أيامًا، إلى أن أُعلم صالحٌ بخبره، فأمر تلاميذه بضمِّه إلى بعض سواري المسجد، ثم تناول ضربه، وأمر التلاميذ أن يتداولوه بالضرب؛ حتى كادوا يأتون عليه.
[٢٢٨ - الحكيم]
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل؛ كان الغاية في علم العربية والحساب وحد المنطق، وكان دقيق النظر، لطيف الاستخراج، صحيح الخاطر، ولم