كان من أهل العلم باللغة والعربية، ومن ذوي الفصاحة في لسانه وشعره. ومذهبه في شعره مذاهب العرب الأُوَل في أشعارهم، وولي قضاء شَذُونة والجزيرة، ووليها ابنه عبد الوهاب بن عباس، ثم ابن ابنه محمد بن عبد الوهاب.
أخبرني محمد بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني عُفَير بن مسعود، أخبرني عبد الوهاب بن عباس بن ناصح قال: كان أبي لا يَقْدَم من المشرق قادمٌ إلا كشفَه عمن نجم في الشعر بعد بن هَرْمة؛ حتى أتاه رجل من التجار، فأعلمه بظهور حسن بن هانئ وارتحاله من البصرة إلى بغداذ، والمحل الذي حله من الأمين وبني برمك، فأتاه من شعره بقصيدتين؛ إحداهما قوله:
* جَرَيتُ معَ الصِّبَا طلْقَ الجُموحِ *
والثانية:
* أما ترى الشمس حلَّت الحَمَلَا *
فقال أبي: هذا أشعرُ الجنِّ والإنسِ، والله لا حبسني عنه حابسٌ. فتجهز إلى المشرق. قال: فأخبرني قال: لما حللتُ بغداذَ نزلتُ منزلة المسافرين، ثم كشفتُ عن منازل الحَسَن، فأُرشِدتُ إليه، فإذا بقصر على بابه حَفَدَةٌ وخُدَّامٌ، فدخلتُ مع الداخلين، فوجدت الحسنَ جالسًا في