ويُروى أن ملك اليونانية كتب إلى الخليل كتابًا باليونانية، فخلا بالكتاب شهرًا حتى فهمه، فقيل له في ذلك، فقال: قلتُ: لا بد له من أن يُفتَح الكتاب ببسم الله أو ما أشبهه، فبنيت أول حروفه على ذلك، فاقتاس لي. فكان هذا الأصل الذي عمل له الخليل كتاب المعمَّى.
وتوفي الخليل -رحمه الله- سنة سبعين ومئة. وقالوا: سنة خمس وسبعين، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
[١٦ - حماد بن سلمة]
حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا العِناقيُّ قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا أحمد بن سلمة قال: كان حمَّادُ بن سلَمةَ يمرُّ بالحسن البصري في المسجد الجامع، فيدعه ويذهب إلى أصحاب العربية يتعلم منهم.
وروى ابن عائشة قال: قال يونس بن حبيب: أول مَن تعلمتُ منه النحو: حماد بن سلمة.
[١٧ - يونس بن حبيب]
هو أبو عبد الرحمن الضبي، مولًى لهم. وكان من اهل جَبُّل. أخذ عن أبي عمرو. وكان النحو أغلب عليه. قال ابن عائشة: قال يونس بن حبيب: أول مَن تعلمتُ منه النحو: حماد بن سلمة. وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
ودخل المسجد وهو يُهادَى بين اثنين من الكِبَر، فقال له رجل كان يتَّهِمه على مودَّته: بلغتَ ما أرى يا أبا عبد الرحمن! قال: هو الذي ترى، فلا بُلِّغْتَه.
وقال أبو الخطاب زياد بن يحيى: قال أبو عبيدة: لم يكن عند يونس عِلْم إلَّا ما رآه بعينه. وقال أبو الخطاب: مثل يونس كمثل كوز ضيّق