للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما بكت الشباب، وما بلغتْ كُنْهَه.

المهراني: حدثنا أبي، حدثنا ابن سلام، عن يونس قال: ليس لحاقن ذكاء.

وقال أحمد بن يحيى: يقال: إن يونس جاوز المئة، وكان قد تفدع من الكِبَر، ويقال: قارب المئة.

ابن أبي سعد قال: حدثنا محمد بن يحيى القشيري قال: حدثنا أبو بشر قال: قال محمد بن سلَّام: كان يونس يزورني، فأطلب له النبيذ الحلو، فيتهافت فيه الذباب، فيشرب منه القدحَ ثم يقول: قاتله الله! إنه لَيَشْحنُهنّ شَحْنًا. وربَّما أُتِي بالنبيذ الحازِر (أي الحامض الشديد) فيشرب منه قدحًا، ثم يقول: قاتله الله! إنه لَيَقْصعهنَّ قَصْعًا.

قال محمد بن سلام: قال يونس: تقول العرب: طَسٌّ وطَسْتٌ، فمَن قال: "طَسّ" قال: "طِساس". ومَن قال: "طَسْت" قال: "طِسَات". وسمعتُه يقول: إنما سُمِّيتِ اللِّمَّةُ لِمَّةً لأنَّها ألمَّتْ بالأذنين.

ابن سلام قال: سأل بكّارُ بنُ محمدٍ يونسَ فقال: ما العَجِيزُ مِن الرجال؟ قال: لا أعرفه. قال: فما المليخ؟ قال: أما إذا جئت بالمليخ؛ فالعجيز: الذي لا يأتي النساء، والمليخ: الذي لا يولد له.

قال ابن سلام: وتذاكرنا القدر مرة في مجلس يونس، فقالوا: ما تقول يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: لا فكر لي فيه.

قال ابن سلام: قلت ليونس: "إيَّاك زيدًا" تُجيزها؟ قال: أجاز ابن أبي إسحاق للفضل بن عبد الرحمن:

إيَّاكَ إيَّاكَ المراءَ فإنه ... إلى الشر دعاءٌ وللشرِّ جالبُ

وتوفي يونس -رحمه الله- سنة اثنتين وثمانين ومئة.

<<  <   >  >>