وقال أبو حاتم مرة أخرى: قال أحمد بن المعذّل: وَقِّفْنِي على خطإ أبي عبيدة في القرآن. قال: فوقفتُه عليه. قال أبو حاتم: وقلتُ له أنا: وقِّفني أنتَ على شيءٍ منه؛ حتى أنظر. فجعل يَقِفني على الخطإ منه ويبصره.
قال أبو بكر بن عبد الملك: قال أحمد بن يحيى: قال ابن الأعرابي، وكان يُصغِّر من شأن أبي عبيدة ويقول: ما جالستُه إلَّا مجلسًا واحدًا، فلحن في ثلاثة أحرف؛ قال: شِلْت الحجر. وإنما هو: أشلتُ الحجر. ولم يسمع ذلك إلا في الحجَر فقط.
قال: وكان أبو عبيدة غليظَ اللُّغة، إلا أنه قد اجتمع له علم الإسلام والجاهليَّة. وكان ديوان العرب في بيته، وإنما كان مع أصحابه، مثل الأصمعي وأبي زيد وغيرهما نُتَفٌ. وكان مع ذلك وَسِخًا.
قال الخشني: أخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا أبو عبيدة قال: دفعت إلى جعفر بن سليمان أمثالًا في الرِّقاع. قيل له: كم كانت؟ قال: أربعة ألف مثل. قال الخشني: وأبو عبيدة لما اجتهد في كتبه جاء بألف مثل.
قال أبو عبيدة: وجاءني حاجب الوالي فقال لي: أُمِرتُ أن آخذ منك. فقال: إني قد جمعت جمعًا غفيرًا، وأخذته من أهله.
قال ابن الغازي: وكان أبو حاتم يحمل على أبي عبيدة، ويقول: كان يتكتم في أشياء، لو تركها لكان خيرًا له.
قال أبو حاتم: وكان الأصمعي إذا أراد أن يدخل المسجد يقول: انظروا لا يكون فيه ذاك -يعني أبا عبيدة-، وكان يتوقعه، وخاف أن يورِد عليه بعضَ ما لا يجدُه عنده.
قال الخشني: وكان أبو عبيدة قد مُسَّ ببعض الاعتزال، إلا أنه قد برئ من ذلك بما ظهر في روايته وكتبه.
وسمعت الرياشيَّ يقول: سألنا أهل بغداد أن أبا عبيدة كان يشرب؟ فقالوا: لم يزن أبو عبيدة بالشراب، إنما يقال فيه: إنه كان يحب الصبيان؛ وذلك مكذوب عليه، إلا أنه من وقع في الناس لم يسلم عليهم. وكان أبو عبيدة