قَدَرٌ أحلَّك ذا النُّخَيْل وقد تَرَى ... لولاه مَالَكَ ذو النُّخَيْل بدارِ
إلَّا كداركمُ بذي بقَرِ الحِمَى ... أَيْهَاتَ ذو بقرٍ من المُزدار
قال الكسائيُّ: فغدوتُ إليه صباحًا، فإذا هو لمآبه، ودخلتُ على الكسائيِّ وهو يُنشد البيتين، فغمَّني ذلك.
فمات الكسائي بالرّيّ، وكان كما ظن الرشيد.
وتُوفِّي هو ومحمد بن الحسن الفقيه صاحب أبي يوسف، ودفنا في يوم واحد، سنة تسع وثمانين ومئة، فقال الرشيد: دفنَّا الفقه واللغة في الري في يوم واحد.
قال محمد بن عبد الملك توفي الكسائي سنة ثلاث وتسعين ومئة.
قال ابن أبي سعد: ورثاهما اليزيدي فقال:
أَسيتُ على قاضي القضاة محمَّدٍ ... فأَذريتُ دمْعِي والفؤادُ عميدُ
وأفزعني موتُ الكسائيِّ بعدَه ... فكادت بيَ الأرض الفضاء تميدُ
هما عَلَمانا أَوْديَا وتُخرِّمَا ... فما لهما في العالمينَ نديدُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute