من أصحاب الحديث من أهل الكوفة: ما أَفْصِلُ بين أبي ذؤيْب وأبي دُوَاد وأبي زُبَيْد. وكان يُنشِد، فيُقال: لِمَن؟ فيقول: لأحد الثلاثة. قال: وقال خَلَف: وأنا لا أَفصِل بين أبي الدَّرْداء وأبي ذَرٍّ وأبي هُرَيرة.
حدثنا الرّياشيّ، حدثنا محمد بن سلَّام قال: سأل كَيْسانُ خَلَفًا -وكان به صَمَم- فقال: يا أبا مُحرِز، عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدة جاهليٌّ أو مِن بني ضبَّة؟ فقال: يا مجنون، صحِّح المسألة يُصحَّح لك الجواب.
ابن الغازي: حدثنا عيسى بن إسماعيل قال: سمعتُ الأصمعيَّ -وذكر خلفًا الأحمر أبا مُحرِز- فقال: ذهبتْ بشاشةُ الشعر بعد خلف الأحمر. فقيل له: كيف وأنت حَيٌّ؟ فقال: إنَّ خلفًا كان يُحسِن جميعَه، وما أُحسِن منه إلَّا الحواشي.
وقال الصُّولِي: حدثني أحمد بن محمد الأموي قال: حدثنا الرِّياشيُّ، حدثنا أبو حاتم، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الثقفي قال: دخلتُ على خلف الأحمر أعوده في مرضه الذي توفي منه، وجئته معي بطبيب، فقال لي: مرحبًا بك، لقد كنتُ مشتاقًا إليك. فوصفتُ له الطبيبَ الذي جئتُ به وحِذْقَه، فلم يلتفِت إليه، وقال:{قُل لن يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لنا هُو مَوْلَانَا}.
قال محمد: وكان قد حدثتْ فيه عِبَادةٌ في آخر أيامه، حتى لم تكن له سيئة.
ورثاه الحسن فقال:
لو أنَّ حيًّا وائِلٌ من التَّلَف ... لوأَلتْ شَغْواءُ في رأس شعَفْ
أم فُرَيْخٍ أحرَزتْه في لَجَفْ ... مُزَغَّبُ الألغَادِ لم يأكُلْ بِكَف