الإسلام، ما رأيتُ أحدًا ردَّ كُفْئًا إلَّا نزلتْ به بلية ظاهرة، أو خِزيٌ يَسُوؤه.
قال: وأخبرني الرياشيُّ عن الأصمعي قال: لم تَنْصُلْ لحيتي حتى بلغت ستين سنة، ولم تنصل لحية ابن الزبير حتى بلغ ستين سنة.
قال: وسمعتُه يقول: ربَّ رجلٍ قد أدخله الله جنات النعيم، لا يَدْري من هذا شيئًا.
قال: وقال أبو حاتم: قال الأصمعي: حدثنا كردين -واسمه مِسْمَع- قال: قيل لأعرابي: كيف وُضوؤك؟ قال: أتوضأ وأُسبِغ، ولا تَقْطر على الأرض قَطْرة.
قال: وقال أبو حاتم: حدثني الأصمعي قال: قال رجل لابنه: يا بني، لا تشترِ دابَّةً؛ فإنك تنام وهي تعمل فيما يسوؤك، ولكن اشترِ أرضًا؛ فإنك تنام وهي تعمل فيما يسرُّك.
قال: وقال أبو حاتم: قال الأصمعي: أنا لم أر أحدًا بعد أبي عمرو أعلمَ مني.
قال أبو حاتم: قال الأصمعي: وكان كثيرًا ما يقول لي: يا بُنيَّ، إن طَفِئتْ شمعةُ عيني -وربما قال: شحمةُ عينِ عمِّك- لم ترَ مِثْلي. وربما قال: لم تر أحدًا يشفيك من هذا الحرف أو من هذا البيت.
قال: وسمعتُ عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي يقول: سمعت عمي يقول: أحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة. وسمعت عمي يقول: أرسل إليَّ هارونُ -يعني الخليفةَ- فدخلتُ عليه، فإذا هو على كرسيٍّ جالسٌ والفضلُ بنُ الربيع على كرسيٍّ، وإذا بِنِطْعٍ مبسوطٍ عليه رجل مقتول، قال: فجلستُ. قال: فقال لي الفضل بن الربيع: يا عبد الملك، هذا جعفر قد أخزاه الله. قال: فسكتُّ. قال: