أهل بلدنا وأهل المشرق، ثم جالس أبا القاسم يزعمزن أنه أعلم من ابن النحاس وأكمل نظرًا، وكان من أضبط خلق الله، وهو مع ذلك حسن الاستخراج والقياس، وقلما اجتمع الحفظ وحسن الاستخراج، ولقد كان يستخرج من مسائل النحو والعربية أمورًا لم يتقدمه فيها أحد، وأمره في هذا يفوق كل أمر.
وكان غاية في استخراج المعمى، وكان مقصرًا في صناعة الشعر، ولم يتعرضه، وربما أتى منه بشيء ولا يحب أن يوسم به، وإنما صنعه في آخر عمره، وله أوضاع في النحو واللغة، وسأله رجل عن هذا البيت وتفعيله:
رجل بمكَّةَ قتل رجُلًا وسُرْ ... رِق الّذِ كَان في عِمامة يوسفا
فقال: يُتَفَعَّل من الطويل والكامل، فتفعيله من الطويل على هذا التقطيع: