للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلقي رجالًا من أهل الحديث، منهم: حسين بن أبي ضُمَيرة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستوطن مصر، وروى عنه عبد الله بن وهب وغيره من نظرائه، وتوفي هنالك، وبقي له بالأندلس ابنٌ يسمى عبد الرحمن، وكان يؤدب بني أبي عَبْدة واتصل بالأمير عبد الرحمن بن الحكم -رضي الله عنهما- قبل أن يلي الخلافة، فلما ولي قربه من خاصته وأنَّسه، وكان من ألطف الناس محلًّا، وكان شاعرًا مُفلقًا.

ورُوِي أنَّ عبد الرحمن بن الحكم -رضي الله عنه- أجنب في بعض غزواته، فلما قضى طُهْرَه بعث في عبد الرحمن بن الشمرِ، فدخل والوصيفُ يُجفِّف شعرَه، فقال له: يابن الشمر:

شاقك من قُرطبةَ الساري ... في الليل لم يَدْرِ به دارِ

فأجابه بديهة فقال:

زار فحيَّا في ظلام الدُّجَى ... أهلًا به من زائرٍ سارِ

فانصرف عبد الرحمن من غزاته، واستقود على الجيش من قدِم به إلى جلِّيقيَه.

<<  <   >  >>