مُحْرِم، فأراد السائل سؤال الأعرابي، فقال له أبو عمرو: دَعْنِي، فأنا ألطف بسؤاله وأعرف. فسأله، فقال الأعرابي: اشتقاق الاسم من فعل المسمى. فلم يعرف من حضر ما أراد الأعرابي، فسألوا أبا عمرو عن ذلك، فقال: ذهب إلى الخُيلاء التي في الخيل والعُجْب؛ ألا تراها تمشي العِرَضْنة خُيلاءً وتكبُّرًا!
وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو بن العلاء من غَلَّته كل يوم فَلْسان: فَلْس يشتري به كوزًا، وفَلْس يشتري به ريحانًا، فيشم الريحان يومه، ويشرب في الكوز يومه، فإذا أمسى تصدَّق بالكوز، وأمر الجارية أن تجفِّف الريحان وتدقَّه في الأُشنان.
وحدثني أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي قال: سمع أبو عمرو رجلًا ينشد:
* ومَن يَغْوَ لا يَعْدَمْ على الغيِّ لائما *
فقال: أُقوِّمُك أم أتركك تتسكع في طُمَّتك؟ فقال: بل قوِّمني. فقال: قل: ومَن يَغْوِ -بكسر الواو-، ألا ترى إلى قول الله عز وجل:{فَغَوَى}!
قال أبو علي: ويقال: غَوِي الفصيلُ من لبن أمه إذا تخثَّر، أي بَشِم. وقال: تتسكَّع: تتلوَّث. والطُّمَّة الخُرْأة.
قال الأصمعي: وقال أبو عمرو بن العلاء في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "في الجنين غُرَّة عبد أو أَمَة": لولا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد بالغُرَّة معنًى لقال: في الجنين عبد أو أَمَة. ولكنه عَنَى البياض، لا يُقبل في الدية إلا غلام أبيض أو جارية بيضاء.