من الأدباء، منهم: موسى بن محمد الحاجب، ومحمد بن يحيى القلفاط، وابن فرج المعروف بالبيساري. وكان ابن فرج من أهل العلم بالعربية، وكان لا يناظر الحكيم والقلفاط من أهل الزمان غيره، فشاورهم: أي القصائد يقدم في صدر الكتاب؟ فقال ابن أرقم: إنما يفضل الشعر ويقدم لغرابته وحسن معناه؛ وشعره الذي فيه وصف القلم لم يتقدمه عليه متقدم، ولا لحقه فيه متأخر. فدفعوا جميعًا عليه، وقالوا: الوضيع يتعصب للوضيع -يعنون ابن الزيات- فأخجلوه، فبينا هم كذلك إذا استؤذِن لأبي عبد الله الغابي، فأذن له، فلما استوى في المقعد سئل عما جرى من القول، فقال: أخبرني أبو الحسين المغني: أن أهل بغداذ لا يفضلون على شعره اللامي الذي ذكر فيه القلم شيئًا؛ لغرابة معناه. والغابي يعلم شيئًا من اختلافهم في ذلك، وإنما سئل عما يجب تقديمه. فاستطال ابن أرقم على أصحابه، فقال: مَثَلي مع هؤلاء ما قاله حبيبٌ: