يقولون لي:"شَنْبِذْ"، ولستُ مُشَنْبِذًا ... طَوَالَ اللَّيَالِي أو يزولَ ثَبِيرُ
ولا قائلا "زُوذا" لأُعجِل صاحبِي ... وَ"بِسْتَان" في صدري عليّ كبيرُ
ولا تاركًا لَحْنِي لأُحْسِنَ لحنَهم ... ولو دارَ صَرْفُ الدَّهْرِ حيث يدورُ
قال: فكتبنا هذه الأبيات، ثم أتينا المنتجع، فأتينا رجلًا يعقل، فقال له خلَف: ليس الطيب إلا المسكُ. قال: فرفع. قال: فلقَّنَّاه النصب وجهِدنا به في ذلك فلم ينصب، وأبى إلا الرفع. قال: فأتينا أبا عمرو فأعلمناه، وعنده عيسى بن عمر لم يَبْرح. قال: فأخرج عيسى بن عمر خاتمه من يده، فقال: لك الخاتم، بهذا والله فُقْت الناس.
وأخبرنا أبو الحسن، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد، حدثنا أبو علي عمي، عن محمد بن سلام الجمحي قال: كان أبو المهدي هذا من باهلة، يضرب حنكَه يمينًا وشمالًا، ويقول: اخْسأنانِّ عني، فسألناه عن ذلك فقال: جِنَّان تدْأَمُني -يعني: تركبني-.
قال أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك: أخبرنا عسى بن إسماعيل، حدثني بكر بن محمد أبو عثمان المازني، حدثنا الأصمعي قال: جاء عيسى بن عمر يومًا إلى أبي عمرو بن العلاء، فقال: مررت بقنطرة قرة، فلقيني بعيران مقرونان في قَرَن، فما شعرت شَعرة حتى وقع قرانهما في عنقي، فَلُبِجَ بي، فافرنقع عني والناس قيامٌ ينظرون. قال: فكاد أبو عمرو ينشق غيظًا من فصاحته.
ابن أبي سعد قال: حدثني علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحارث الهاشمي، عن أبيه قال: كان بعض أَحْبَاء خالد بن عبد الله عند وقوع البلية بخالد وأصحابه استودعه وديعة -يعني عيسى بن عمر- فنُمِي ذلك إلى يوسف بن عمر، فكتب إلى واليه بالبصرة يأمره أن يحمله إليه مُقيَّدًا. فدعا به،