وقال أبو حاتم: قال الاصمعي: كان هاهنا مؤدب يقطع الصيف في رداء وَذِرَةٍ، وكان سفيهًا. وكان جارًا لأبي عمرو بن العلاء، وكان لزم قراءة شعيب بن صخر.
وقال الفضل بن الحُباب: قال لي محمد بن سلام: ما جالست أحدًا عنده من العلم إلَّا دون ما وجدتُ عند شعيب بن صخر.
وقال ابن قتيبة: اسمه عبد الرحمن، والأشهر يحيى. وهو من غلمان أبي عمرو بن العلاء في النحو والغريب والقراءة، وكان مؤدب المأمون، وخرج معه إلى خراسان، وتوفي بها.
قال محمد بن عبيد الله بن أبي محمد اليزيدي: أتانا النضر بن شميل بمرو يعزِّينا عن أبينا، فقال: كنتُ مع أبي محمد وأبي زيد الأنصاري في كتَّاب، وهأناذا قد جئتُ أعزّي بأبي محمد، النضرُ واللهِ لاحقٌ به. فلما صِرْنا إلى جرجان جاءنا نعيُه.
وكان اليزيدي ظريفًا، حدَّث أبو حنيفة عن أبي الفضل اليزيدي قال: انصرف اليزيدي من كتَّابه يومًا، فقعد المأمون مع غلمانه ومَن يأنس به، وأمر حاجبَه ألَّا يأذن عليه لأحد -وهو صبيٌّ في ذلك الوقت- فبلغ اليزيدي خبرُه، فصار إلى الباب فمُنِع، فكتب إليه:
هذا الطفيليُّ علَى البابِ ... يا خيرَ إخواني وأصحابِي
فصيِّروني رجلًا منكمُ ... أو أخرِجوا لي بعضَ أَتْرابي
فأذن له، فدخل، فانقبض المأمون، فقال: أيها الأمير عُدْ إلى انبساطك، فإني إنما جئت على أن أكون نديمًا لا مُعلِّمًا.
ومن قول اليزيدي يعتذر إلى المأمون من شيء تكلَّم به وهو سكران: