يحيى وغيرهما، فلما حضره الموت أخذ علينا ألَّا نخرِج له غير المواعظ.
ومن قوله قصيدته المشهورة:
مَنْ يَلُمِ الدهر ألَا ... فالدهرُ غير مُعْتِبِهْ
وفيها أمثال حِسَان وحكمة.
وتوفي سنة اثنتين ومئتين، وهي السنة التي خرج فيها المأمون من مرو إلى العراق، ودخل سنة أربع في صفر فيها.
* * *
قال أبو بكر محمد بن حسن الزبيدي: ووجدتُ بخط المستنصر رحمه الله: وَلَد أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي: محمدًا، وعبدَ الله أبا عبد الرحمن، وأبا يعقوب إسحاق، وأبا إسحاق إبراهيم، وإسماعيل؛ بني أبي محمد يحيى بن المبارك. فولد محمد بن أبي محمد العباسَ أبا الفضل، والفضل أبا العباس، وعبيد الله أبا القاسم، وأحمد، وجعفرًا. فولد العباس محمدًا، وكان كأعمامه في الآداب. وكلهم أديب عالم.
ومِمَّن نَبُلَ مِن أولادهم، وحُمِل عنه: محمد بن عبيد الله بن محمد، وإسحاق بن إبراهيم بن أبي محمد، وأحمد أخوه.
قال الفرغاني: توفي أبو عبيد الله محمد بن أبي الفضل العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي النحوي في شهر جمادى الآخرة من سنة عشر وثلاثمئة في خلافة المقتدر بالله، وهي السنة التي مات فيها أبو جعفر الطبري -رحمهما الله-، وكان عالمًا بالعربية، حاملًا لعلم سلفه اليزيديين، أديبًا