وكان سعيد بن مَسْعَدَةَ أكبرَ من سيبويه، وصحب الخليل قَبْل صُحْبته لسيبويه. وكان مُعلِّمًا لولَد الكسائيِّ، وقرأ عليه الكسائيُّ كتابَ سيبويه، فوهَبَه سبعين دينارًا.
حدثنا أحمد، حدثنا أحمد قال: حدثنا مروان، قال أبو حاتم: كان الأخفش قد أخذ كتاب أبي عبيدة في القرآن، فأَسْقَط منه شيئًا، وزاد شيئًا، وأَبْدَل منه شيئًا. قال أبو حاتم: فقلتُ له: أيُّ شيء هذا الذي تصنع؟ مَنْ أَعرفُ بالغريب: أنت، أو أبو عبيدة؟ فقال: أبو عبيدة. فقلت: هذا الذي تَصْنع ليس بشيءٍ. فقال: الكتابُ لِمَن أصلَحه، وليس لِمَن أَفْسَده. قال أبو حاتم: فلم يُلْتَفَتْ إلى كتابه، وصار مَطروحًا.
قال أبو حاتم: وكان الأخفشُ يُنسَبُ إلى القَدَر. وقال: كتابُه في المعاني صُوَيلح، إلَّا أن فيه مذاهب سوء في القَدَر. وكان أبو حاتم يَعيب كتابه في القرآن في جمع الواحد.
وقال أبو حاتم سَهْل بن السِّجِسْتَاني في كتابه في القراءات حيث ذكر القُرَّاء والعلماء: كان في المدينة عليٌّ الجمل -كان يلقب بالْجَمَل- وضع كتابًا في النحو لم يكن شيئًا فذَهَب، وأظنُّ الأخفش سعيد بن مسعدة وضع كتابه في النَّحو من كتاب الجَمَل؛ ولذلك قال: الزيت رطلان بدرهم. والزيت لا يُذكَر عندنا؛ لأنه ليس بإدامٍ لأهل البَصْرة.
وقال الأوَارجيُّ الكاتب: حدثني أحمد بن محمد بن رستم الطبري، عن الْجَرمي، أن الأخفش حدَّثه قال: لما دخلتُ بغداذ أتاني هشامٌ الضَّرير، فسألني عن مسائل عملها وفروع فرَّعها، فلمَّا رأيتُ أنَّ اعتمادَه واعتماد غيره من الكوفيين على المسائل؛ عمِلْتُ كتاب المسائل الكبير، فلم يعرفوا أكثر ما أوردته فيه.