للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا مرْوان بن عبد الملك، سمعت الرياشي يقول ونحن على قبر أبي حاتم لمَّا دفنَّاه وهو يترحَّم عليه: ذُهِب معه بعلمٍ كثير. فقال له بعض أصحابه: كتبُه. فقال العباس: الكتب تؤدي ما فيها، ولكن صدْره.

ابن الغازي قال: أخبرني رجل من أهل البصرة قال: قلنا لأبي زيد: عَلَى مَن نقرأ بَعْدَك؟ قال: على سهل بن محمد -يعني أبا حاتم-. قال: وكان يُزَنُّ بنحو ما زُنَّ به أبو عبيدة، ولكن كان بريئًا منه، إلَّا أنه كانت فيه دُعابة، فكان ذلك مما يُوجَد به السبيلُ إليه.

وأنشد بعضهم لأبي حاتم:

الدمع من عينيّ مُرفَضُّ ... وللهوى في كبدي عَضُّ

أخلَقَ وجهي شادنٌ وجهُه ... عندي جديدٌ أبدا غضُّ

أُرْعَد إن أبصرتُه مقبلًا ... كأنَّما بي تزحَفُ الأرضُ

ورُوِي عن أبي عثمانَ الخُزاعي أنَّه كان قال لأبي حاتم: كنتُ البارحة بين النائمِ واليقظانِ، فرأيتُني في المحراب، إذْ سمعتُ قائلًا يقول:

أبو حاتم عالم بالعلومِ ... فأهلُ العلوم له كالخَوَلْ

عليكم أبا حاتمٍ إنه ... له بالقراءة عِلْمٌ جَلَلْ

فإن تفقدوه فلن تدركوا ... له ما حييتُمْ بعلْمٍ بَدَلْ

وأنشد أبو عمرٍو البصري لنفسه فيه:

إلى مَن تفزعون إذا فُجعتمْ ... بسهلٍ بعده في كلِّ بابِ

ومَن ترجونه من بعد سهلٍ ... إذا أَوْدَى وغُيِّبَ في الترابِ!

<<  <   >  >>