دعوةً، قيل له: أبو حاتم وَفَى بها. قال: أبو حاتم لا يَفِي بها. وأنشدنا أبو العباس البيتين:
أَبتْ لك أَن يخشى عدوُّك صولةً ... عليه إذا ما أمكنتْك مقاتلُهْ
شَمائلُ عفوٍ عن أبيكَ ورثتَها ... ومِن خَيْرِ أخلاقِ الرجال شمائلُهْ
قال العباس: وما جاءت إلا بتعب. ثم قال: أستغفرُ اللهَ منهما.
الخشنيُّ قال: كان المازنيُّ في الإعراب، وأبو حاتم في الشعر والرواية، وكان الرياشي في الجميع. وكان أهل البصرة إذا اختلفوا في شيء قالوا ما قال فيه أبو الفضل، فانقادوا لقوله وروايته.
وكان من أهل الفضل، ولا تُخرِج البصرة مثل الرياشي.
ابن الغازي، أنشدنا الرياشيُّ:
خليليَّ إنْ كانت بِسَامَرَّ مِيتَتِي ... فإيَّاكما في البَرِّ أن تدفنانِيا
فإنه حين احتُمل إلى سُرَّ مَن رأى، وكان احتُمل لقضاء البصرة واستعفى منه، وقال شعرًا يمدح المتوكل به، وذكر خلاءَ مسجده، وأنه لا قائم له، فأعطاه وتوسَّع عليه ورده. وقرأ عليه ولد الفتح بن خاقان، وكان صاحب الخلافة في تلك الأيام، وأُعطِيَ مالًا جسيمًا، ورجع إلى البصرة.
قال الخُشَنِيُّ: وأَشهدُ لرأيتُ أبا حاتم يكفر بين يدي الرياشي ويعظمه ويجلُّه، وكان أبو حاتم أسنَّ من الرياشي بسَنَةٍ، ولكنه كان يُعطيه الحق لفضله عليه وما هو فيه.
وقال الرياشي: الذُّنَابَى ما كان لِذي جَناحٍ خاصة، وربما استعير للفرس. والذّنب لما سوى ذلك. ويقال: عَجَفْتُ للرجل إذا ضربته بالعصا، ويقال للواحد: كَرَوان، وللجمع: كِرْوان. وكذلك وَرَشان ووِرْشان، وظَرِبان وظِرْبان.
قال أبو مروان: وسمعت أبا الفضل الرياشي يقول: إنما صار لي ذِكرٌ بهذا