للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يترك القُل إذ لا يدرك الكل؟! وأن تجف الأقلام حيث قيدت الأقدام؟! كلا! والله وإن الشوق لشديد إلى نفثة من نفثات يراعكم هي في الحقيقة بعث من بعوث إنسانيتكم الرحيمة كي تداوي قلبًا صدعه الدهر شطرين، وليس له من دواء إلا بلسم خطابكم الشافي إن شاء الله تعالى، فإن كنتم تحبون أن تحققوا فيكم آمال أخٍ تجافت جنوبه عن المضاجع، وإلا فإني لا أستطيع أن أبتغي نفقًا في الأرض أو سلمًا في السماء» (١).

هكذا فليكن الارتباط بالقرآن! وهكذا ظهر «النبأ».

وكنت قد اعتنيت بالكتاب، وطبع عدة طبعات بحمد الله تعالى، ثم بدا لي أن أجدد النظر فيه بعد ورود عدد من التصويبات من القراء الكرام، فقمت بذلك بحمد الله وتوفيقه (٢)، عبر الخطوات التالية:

أولًا: قدَّمت للكتاب بمقدِّمات:

الأولى: في التعريف بالشيخِ المؤلِّف، وكنت قد أغفلت ترجمته عمدًا في الإصدار الأول لشهرته، وكثرة من ترجم له، وقمت في هذا الإصدار بتلخيص مقاصد ترجمته، استجابة لعدد من القراء الكرام الذين رغبوا في ذلك.

الثانية: تلخيص مقاصد الكتاب، وعرض حججه من غير تفصيل، ليناسب شريحة أكبر من القراء، وليكون معينًا لهم على فهم الخيط الناظم للكتاب.

الثالثة: بيان موقف الفرق الإسلامية من القرآن العظيم، وذكر بعض الأدلة العقلية على نفي التحريف عن القرآن المجيد، ليعرف المسلم اتفاق الأمة الإسلامية على عظمة هذا الكتاب، ونذكر وجوهًا من عنايتهم بكتاب ربهم الذي أنزله لهدايتهم نورًا ورحمة لقوم يعقلون (٣).


(١) حصاد قلم: (٤١٤).
(٢) وقد ساعدني في هذا الأخ الكريم محمود ماهر، وأعانني على مراجعة الكتاب، فشكر الله له، وأشكر أيضًا الأخ الكريم الشيخ د. وليد العاصمي فقد أمدَّني بعدد من التصويبات للإصدار الأول منه، وشكر الله تعالى لكل من أرسل تصويبًا للكتاب، واعتنى بذلك.
(٣) إن الشبهات المتعلقة بالقرآن، تنقسم إلى قسمين رئيسين:
الأول: الشبهات المتعلقة بالمصدرية والتاريخ.
وهذه الشبهات هي التي تتعلق بالقرآن، من حيث مصدرية الكتاب، وتتعلق به من حيث تاريخه، ويدخل فيها الشبهات المتعلقة: بجمع القرآن، والشبهات المتعلقة بالتحريف في النص القرآني من حيث الزيادة أو النقصان، والشبهات المتعلقة بالقراءات القرآنية.
الثاني: الشبهات المتعلقة بالمعاني.
والشبهات المتعلقة بالمعاني تتفرع إلى قسمين هي الأخرى، بحسب القدم والجدة:
أولًا: العقائدية وأثرها في تفسير القرآن الكريم.
ثانيًا: التأويلية المعاصرة.

<<  <   >  >>