للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملة، وينبوعُ الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه» (١)، وهذا كله لا يحتاج إلى مزيد تقرير واستدلال؛ لأنَّه معلوم من الدين بالضرورة، وركيزة أساسية من ركائز العقيدة الإسلامية عند كل مقرٍّ بهذا الدين، ومُسلِّمٍ به.

كما أجمع المسلمون قديمًا وحديثًا على أن القرآن نُقِلَ إلينا بتمامه وكماله كلمةً كلمةً، وحرفًا حرفًا، سالمًا من النقصان أو التحريف، ومحفوظًا من عبث العابثين.

وقد حكى أبو محمد بن حزم (ت: ٤٥٦)، وهو من المتثبتين في نقل الإجماع، ونسبته لأصحابه، الاتفاق على الأمرين السابقين من جميع الفرق المنتمية إلى الإسلام؛ كأهل السُّنَّة، والمعتزلة، والخوارج، والمرجئة، والزيدية، فكلهم يوجب «الأخذ بما في القرآن، وأنه هو المتلوُّ عندنا نفسه، وإنما خالف في ذلك قوم من غُلاة الروافض، هم كفار بذلك، مشركون عند جميع أهل الإسلام» (٢).

فأمَّا اهتمام أهل السنة بالقرآن، وعنايتهم به، من زمان الصحابة رضوان الله عليهم = فمعلوم مشهور، صنفت فيه المصنفات، وقد اهتموا بالقرآن جمعًا، وإقراءً، وتفسيرًا، وعملًا (٣).

يقول ابن الوزير (ت: ٨٤٠): «فأمَّا كتابُ اللهِ تعالى، فإن نظرتَ في إعجازه، في بلاغته وأسلوبه، أو فيما اشتمل عليه من أخبار غيوبه، عرفت


(١) الموافقات: (٣/ ٢٠٠).
(٢) الإحكام في أصول الأحكام: (١/ ٩١).
(٣) انظر:
١ - المدخل إلى التعريف بالمصحف الشريف، د. حازم حيدر.
٢ - العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر، د. نبيل آل إسماعيل.
٣ - دليل الكتب المطبوعة في الدراسات القرآنية، معهد الإمام الشاطبي.
٤ - القرآن في حياة الصحب والآل، عمرو الشرقاوي.

<<  <   >  >>