للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما لا شك فيه: أن المدعوين ليسوا في الاستجابة سواء، ولا في الفهم، ولا في العلم، ولا في التدين .. كذلك، فمخاطبتهم على حد سواء، ليس من الحكمة في شيء.

فقد يكون المدعوون في زمن عمت به البلوى ببعض المخالفات الشرعية، التي أصبحت عندهم كالعادة وهم لا يعلمون، كما هو الحال في قضية الحجاب، وبعض المعاملات المحرمة التي تفشت في بعض البلاد، فمخاطبة هؤلاء لا تكون كمخاطبة من عرف حرمة ذلك، وفعلَه متعمداً.

ولقد وجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخاطب طبقات الناس كلها، كلاً حسب دينه، وحسب علمه، وحسب استجابته، وحسب إمكانه.

وحسبك دليلاً على هذا قوله تعالى: {لا يُكَلّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦]

وسعها: العقلي، ووسعها: العلمي، ووسعها البدني ووسعها ... إلخ.

وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرسل من قبله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، يراعون أحوال المدعوين مراعاة حكيمة، ويعالجونها معالجة ناجعة.

وسنتعرض في هذا الفصل إلى معظم أحوال المدعوين المتنوعة، وإلى شيء من الحكمة في مراعاتها، وما في الكتاب والسنة من أمثلة على ذلك.

<<  <   >  >>