للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: منهج السنة الكريمة من هذه القاعدة]

لقد كانت سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه كذلك، في الجمع بين الترغيب والترهيب.

فعن أنس بن مالك قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عُرِضَت عليّ الجنّة والنّار آنفاً في عُرْض هذا الحائط .. )) الحديث (١).

ومما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من شيء تُوعدُونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرتُ مخافة أن يُصيبني من لفْحِها، وحتى رأيتُ فيها صاحب المحجن يجُرُّ قُصْبَه في النار، كان يَسرِقُ الحاج بمحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلّق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرّة التي ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت جوعاً، ثم جيء بالجنّة، وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي، وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء تُوعدُونه إلا قد رأيتُه في صلاتي هذه)) (٢).

ووعظ رسول الله أصحابه مرة، فرهبهم وخوفهم، فأمره الله أن يعود إليهم ويرغبهم (٣).


(١) رواه البخاري (٥٤٠، ٧٢٩٤)، ومسلم (٢٣٥٩).
(٢) رواه مسلم (٩٠٤) في الكسوف، وأصله في الصحيحين.
(٣) انظر الأدب المفرد للبخاري (٢٥٤)، وابن حبان (١١٣)، والصحيحة للألباني (٣١٥٣).

<<  <   >  >>