للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث عشر من الأسلوب الحسن؛ عدم الإطالة في الخطاب، وعدم التشقيق والتشدق والتفيهق في الكلام، وعدم تعمد السجع.]

وفيه مطلبان:

الأول: الأهمية والمعاني:

طبعت النفوس على الملل، إذا ما طال الخطاب.

وفطرت على تشتت الذهن، إذا ما تشعب الموضوع.

وجبلت النفوس على كراهية التكلف، ومجِّ كل تشقيق.

لذلك يجب أن يكون الخطاب غيرَ طويلٍ ممل .. ولا مُتكَّلف فيه ممجوج، فإن ذلك مفضٍ إلى ملل المدعوين، ونفورهم، وفي ذلك خسارة للجميع في أوقاتهم، وجهدهم.

فأما التطويل: فمعروف، وضابطه؛ حاجة الناس، وإقبالهم وسآمتهم.

وأما التشقيق فهو: حشو الكلام وتكراره.

وأما التشدق والتفيهق (١): فهو التكلف في إخراج الكلام، والتوسع فيه من غير احتياج واحتراز، ليظهر أنه متكلم بليغ، وليوحي للناس أنه خطيب بارع، حتى ليبدو من عباراته أنه متكبر في كلامه.

والسجع: الكلام المقفى، المتشابه المخارج، وليس بشعر.


(١) راجع في هذا كله: لسان العرب لابن منظور، والنهاية لابن الأثير كل كلمة في مادتها.
وتحفة الأحوذي (٦/ ١٣٥ - ١٣٧).

<<  <   >  >>