للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقدمة]

الحمد لله الذي جعل الدعوة إلى سبيله من أفضل القربات، وخير الأعمال، فقال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. والصلاة والسلام على سيد الدعاة ومعلم الناس الخير الذي قال: ((يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة)) (١).

أما بعد:

فإن من أشد ما تحتاجه أمتنا اليوم والبشرية جمعاء إلى الإصلاح والسلام، وإنهما لا يحصلان إلا بالرجوع إلى دين الفطرة، ودين الحق، ودين الواقعية، ودين العدل والسلام، ودين الخير في الدنيا والآخرة

{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.

وإن الوسيلة التي شرعها الله عز وجل لرجوع الناس إلى دين الفطرة هي: الدعوة بشروطها وأركانها، وهي التي أُرسل لأجلها المرسلون، وكُلف بها الدعاة، لإحقاق الحق، ونشر العدل والرحمة بين العباد {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧].


(١) أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (٢٤٥٢)، والحاكم (١٠٠)، وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل (١/ ١٥٧)، والقضاعي في مسند الشهاب (١١٦٠).
وأخرجه الدارمي (١٥)، وابن أبي شيبة (٣١٧٨٢)، وابن سعد في الطبقات (١/ ١٩٢)، عن أبي صالح مرسلاً، وأورده الشيخ الألباني في الصحيحة (٤٩٠).

<<  <   >  >>