والتآلفُ معها ضمن إطار الشرع، ليتمكنوا بهذه البصيرة، من إنزال الأحكام على الوقائع، وليفرقوا بها بين الطرق الشرعية التوقيفية، والوسائل العصرية المتجددة، كي يستعملوها فيما يخدم دينهم .. بحكمة بالغة، حتى تثمر دعوتهم، ولا تصادم واقعهم، فتعود عليه بالفشل واليأس.
ومن ذلك الفقه:
[المطلب الثاني: فقه الأولويات]
مما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ أن في الدين أولويات .. أولويات في قضايا الإيمان .. وفي الأعمال .. وفي الأمر والإنكار .. وفي العلم .. وفي التعليم .. وأولويات في التبليغ والدعوة.
والمقصود بفقه الأولويات: ترتيب العالم أو الداعية لأوراقه .. الأهم فالأهم .. والأحوج فالأحوج .. والأنفع للمدعوين فالأنفع.
ومَثَلُ ذلك؛ كمثل طبيب يداوي مريضاً، به أكثر من مرض .. فينظر إلى الأخطر فيداويه، ثم الأقل خطورة، وهكذا في معظم الأمور.
فهل من الحكمة، أن يبدأ بمداواة مرض الرشح، وينشغل به، عما أصاب بدنه من داء الدرن .. ؟ !
فإذا كان ثمة رجل مبتلى بترك الصلاة، وبتعاطي الدخان، فيؤمر بالصلاة أولاً، وإذا كان رجل يتعاطى المخدرات والدخان، فيحذر من المخدرات أولاً. وهكذا.