للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الخامس مراعاة أحوال المدعوين النفسية، وظروفهم الخاصة، وحاجاتهم الملحة.

من أفضل ما يتحلى به الداعية، إدراكُ ما عليه المدعوون من حالة نفسية خاصة، أو ظرف طارئ، وما يكون عادة بينهم من التفاوت في المنازل.

فإذا كان ثمة زلزال، أو حريق .. وحصل هلع، ووقع هرع، وتكشفت النساء، واختلطن بالرجال، فليس من الشرع أن يعاب عليهن، وهن لم يقصدن ذلك، أو يقف الداعية- وقتئذ- ليعظهن في حلال وحرام، والأمر فيه موت، وشغل عما هو فيه.

أو كان المسلمون في بلد تحت الاضطهاد، كما كان الأمر في عهد الحكم الشيوعي، فعليه أن يقدر ظروفهم، وأن لا يحملهم مالا يطيقون.

وقد عذر الله الذين لا يستطيعون الهجرة إلى ديار الإسلام نظراً لظروفهم الخاصة.

{إِنّ الّذِينَ تَوَفّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِىَ أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى الأرْضِ قَالْوَا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً * إِلاّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً}. [النساء: ٩٧ - ٩٨]

<<  <   >  >>