للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابعة: أن يخلفه ما هو شر منه)). (١)

ومعرفة هذه الأحكام تقي من مفاسد كثيرة.

[المطلب الخامس: فقه الشعب والمقامات]

من المعلوم؛ أن في الإسلام شعباً، ولكل شعبة مقام. فثمة: مقام الولاية .. ومقام القضاء .. ومقام الجهاد .. ومقام الدعوة .. ومقامات أخرى، والمقصود بفقه المقامات: أن لكل شعبة من هذه الشعب، أحكاماً خاصة بها، ومواقف يجب على المسلم الالتزام بها،

فموقف ولي الأمر في معالجة القضايا ليس كموقف القاضي، الذي يمثُل أمامه المذنب، وليس كموقف الداعية وهو ينصح المذنبين.

وموقف المسلم مع الذمي (المعاهد) غير موقفه مع العدو الصائل.

وموقف المسلم مع الكافرين في الجهاد، غير موقفه معهم في الدعوة.

فإن اعتدى على المسلمين عدو ردوا عليه بالقوة، وإذا أُوذي المسلمُ نفسُه من الكافر نفسِه -وهو في مقام الدعوة- كان موقفه مغايراً تماماً لموقفه وهو في حال الجهاد .. إذ يجب على المسلم وهو في مقام الدعوة الصبر، والاحتساب، وكف اليد، أي: عدم الرد بتاتاً إلا بالقول الحسن والحكمة.

وهكذا تتفاوت الأحكام بتفاوت المقامات. وقديماً قيل: لكل مقام مقال .. وهاهنا يمكن أن يقال: لكل مقامٍ حُكْمٌ وموقف.


(١) إعلام الموقعين (٣/ ١٦)

<<  <   >  >>