للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمن يُبيِّن لهم مخالفة أعمالهم للشرع. فضلاً عن شكهم بالأدلة التي تلقى عليهم، أو بفهمها.

يساعدهم على هذا علماء الضلال، ودعاة البدعة.

وما لم ينتبه الداعية لهذا .. فسيزرع الفتن .. ويحصد الصدود.

ومن هذا؛ يُعلم خطأ من ينهى - في زماننا - عن الشيء، والمدعوون لا يعلمون معناه، فلا هم -والحال هذه- فهموا التأصيل، ولا هم اقتنعوا بحكم التمثيل.

كمن ينهى عن بعض الشركيات، ويحكم على الفاعل بالشرك، أو ينهى عن بدعة، ويحكم على الفاعل بالابتداع، والمدعوون لا يعلمون معنى الشرك ولا معنى الابتداع .. بل هم بشركهم هذا، وبدعتهم هذه، يظنون أنهم يتقربون إلى الله تعالى.

بل إنّ هذا الفعل من الداعي سيزيد الناس نفوراً عنه ..

والصواب: أن يبين الداعية معنى الأصل، الذي تتعلق به المسألة، التي يريد بيانها، أو النهي عنها، تمهيداً للكلام عن المسألة .. ونقلاً للمدعوين من مرحلة إلى أفضل. (١)

[المطلب الخامس: الأمور التي يجب أن يراعيها الداعية عند بيان التأصيل، ومفاسد الخروج عنها.]

ينبغي على الداعية أن يراعي في تطبيق هذه القاعدة الأمور التالية:


(١) وهكذا معظم الأمور؛ يدعى إلى أصولها قبل فروعها، وإلى معناها قبل تمثيلها، وإلى إقامة الحجة قبل الحكم على العباد، ولو مات المسلم وهو لا يعلم عنها شيئاً ما ضريه في دينه سيئاً. وسيأتي تفصيل ذلك في بابه.

<<  <   >  >>