للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس مخاطبة الناس بما هو من شأنهم، وبما يناسبهم وينفعهم، وبما يقدرون عليه]

وفيه أربعة مطالب:

[المطلب الأول: المقصود من هذه القاعدة]

هذا المبحث مشترك بين المنهجية، وبين مراعاة أحوال المخاطبين، الذي سبق في الفصل السابق، ونذكر هاهنا شيئاً من التفصيل بما يتناسب والمنهج، وإن حصل تكرار .. فللفائدة والاعتبار.

فإنّ من أعظم منهجية الدعوة إلى الله، أن يراعى فيها مخاطبة الناس حسب ما يلي:

الأولى: أن يخاطبوا بما هو من شأنهم.

على الداعية قبل أن يدعو الناس، أن يحدّد حاجتهم، وما هو من شأنهم، ثم يخاطبهم به.

فإنّ لكل مدعو أو مدعوين حاجتهم الدينية، فمنهم من يحتاج إلى توضيح في العقيدة، ومنهم من يحتاج إلى بيان في العبادات، ومنهم من يحتاج إلى أحكام في المعاملات، ومنهم من يحتاج إلى وعظ وإرشاد و ... وهكذا.

وليس من الحكمة في شيء، أن يُخاطَب الناسُ بما لا يحتاجون إليه، وبما ليس من شأنهم، كمن يزج الناس في القضايا السياسية، وهم لا يعرفون عقيدة، ولا يُحسنون عبادة.

<<  <   >  >>