ليست التربية فرعاً من فروع الدين، أو مسألة من مسائل الفقه، ولا هي علماً نافلاً .. أو قضية هامشية فحسب.
بل إن التربية ركيزة مهمة في بناء المسلم بعامة والداعية بخاصة.
[فما هي هذه التربية وما هي مهمتها؟]
التربية - بتعريف مبسط - هي: تدريب الناشئة في الدين -صَغُرَ في السن أو كبر- على القيام بالأحكام، والتكيُّف مع الواقع بصورة صحيحة، لاتخاذ مواقف سلمية فيما بعد.
ولهذا فالتربية لا تتم بموعظة تُلقى .. أو خطبة جمعة تسمع .. ولا هي تتحقق بكتاب يُؤلف .. أو بحث يُقرأ .. ولا بدرس يُحضر .. أو بمحاضرة تُلقى فحسب .. إن عملية التربية أعمق معنى، وأوسع مدى من هذا كله.
وإنه لمن الخطأ الواضح؛ أن نظن: أن التعلم يغني عن التربية، وأن مجرد حشو أذهان الطلاب من الناشئة بالمعلومات، وتكديس صدورهم بالحفظ، مُغنٍ لنا عن التربية.
إنها جهد متواصل، وتدريب دؤوب، ومتابعة مستمرة للمتربين .. فلا تُحقق إلا بممارسةٍ عمليةٍ، وإشراف مباشرٍ على المتربيين.
ولذلك لم يرسل الله رسُلاً من الملائكة ليس من طباعهم معاشرة الناس، بل أرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل بشراً من جنسهم، يعايشون الناس، حتى يتمكنوا من تعليم المدعوين، وتزكية العباد، وممارسة