للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتناسب وطباع المدعو الشخصية، ومزاياه الفطرية في إطار الحكمة والمشروع.

[المبحث الثالث مراعاة أحوال المدعوين العلمية]

وفيه مطلبان:

الأول: الأهمية والمقصود:

من الحكمة بمكان: أن يدرك الداعية مستويات المدعوين العلمية، ومخاطبتهم بما يناسبهم، وبما يحتاجون إليه .. فلا يخاطبهم بما يَمَلُّون من سماعه، ولا بما لا يحتاجون إليه.

فليس من الحكمة في شيء: أن يُدعى طلبة علم إلى علم يعلمونه ويدركونه، كأن يشرح لهم حديث جبريل في أركان الإيمان والإسلام، أو يدعوهم إلى التوحيد، وربما كان المدعوون أعلم من الداعي في ذلك، . (١)

كما أنه ليس من الحكمة: أن يُكلِّم الداعية جمهور المسلمين في تفاصيل علمية، كعلم أصول الفقه، أو مصطلح الحديث، أو أنواع كلام الله عند الفِرق، أو في خلافات العلماء، أو في دقائق لغوية، أو طرح شبه الفِرَق الضالة، فإن لهذه المسائل مقاماً غير مقام الدعوة، وغير مقام جمهور الناس، كما ينبغي أن يُهتم بما يلقى في الإذاعات،


(١) حضرتُ مجلساً كثر فيه أهل العلم، فانبرى فيهم أحدهم، فكلمهم في التوحيد، وأهميته، وأطال الخطاب، حتى تقطعت أكباد الحضور، من التكرار وضياع الوقت، وكادوا يسكتونه، لولا حياؤهم منه.

<<  <   >  >>