[المطلب الرابع: القاعدة الرابعة: اغتنام المواسم، وتخير الأوقات، واستغلال الأحداث]
وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: أهمية هذه القاعدة، وأثرها على المدعوين.
من المعلوم؛ أن في دين الإسلام مواسم إيمانية، وأن للناس مناسبات كثيرة، ولقاءات مختلفة، ويقع في كون الله وفي الناس أحداث متنوعة.
فمن منهج الداعي: أن يضع هذه المواسم والمناسبات والأحداث نصب عينيه، لاغتنامها في دعوة الناس، وتبليغهم شريعة الله، في كل موسم وحدث بما يناسبه، وكل قوم وما يحتاجون إليه.
ذلك لأن كثيراً من الناس لا يذهبون إلى حضور المحاضرات، ولا يقصدون سماع المواعظ والدروس .. ولكنهم يحضرون هذه المناسبات فكان من الحكمة استغلال هذه المواسم والمناسبات التي لا يخفى أثرها على بصير.
فإذا أحسن الداعية التصرف حيالها .. استفاد كثير من الناس من هذه المناسبات، فإن للنفس البشرية استعدادات وإقبالاً، ولها انكماش وإدبار، فينبغي للحكيم: أن يستغلها حين إقبالها، وأن ينتظرها حين إدبارها، ويستعد لاستقبالها.