والمقصود بالواقعية هاهنا: فهم الواقع على حقيقته، ومعالجة ذلك معالجة شرعية متوافقة مع كل ظرف، ومتجانسة مع كل حدث، ومتلائمة مع كل حال وواقع.
والواقعية تعني كذلك: أن لا نكون خيالين في أذهاننا، حتى إذا ما نزلنا ساحة الواقع صُدمنا .. ثم فشلنا.
إن بعض الدعاة يريد كمالاً في الإيمان .. فلا أحد يعصي .. كمالاً في التعبد .. فلا أحد يُقصِّر .. كمالاً في الفهم .. فلا خلاف في الاجتهاد .. كمالاً في الأخلاق .. فلا أحد يخطئ. (١)
(١) من جميل ما حدث مرة: أن أحد المصلين رنّ جواله (الهاتف المحمول) فما أن انتهت الصلاة حتى رُمي بوابل الألفاظ، وسهام اللوم .. وكان الرجل يعتذر بالنسيان .. وكان المعاتب يشتد في اللوم، ولا يقبل عذراً .. وبينما الموقف كذلك، إذا بجوال المعاتب يرن. وعلى نغمة موسيقية منكرة .. فتلون وجهه، وبدأ يعتذر .. ؟ ! ؟