للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي قوله: أرباب متفرقون ... ، تحريك للعقل، ونجش للتفكير.

وفي قوله: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنْتُمْ وءَابَآؤُكُمْ} تقرير وحكم.

[المطلب الرابع: السنة ومخاطبة العقل والقلب]

لم يكن أسلوب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا مستمداً من القرآن ومن إخوانه الرسل، فقد كانت سنته - صلى الله عليه وسلم - في خطابها، تجمع بين حض العقل والتفكير، ومناجاة الوجدان والقلب بما يحركهما .. ومن ذلك:

ما أجاب به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشاب الذي استأذنه بالزنى: فقال له: ((هل ترضاه لأمك .. هل ترضاه لأختك .. )) (١) الحديث.

فهذا خطاب للوجدان والفطرة.

ومن ذلك ما كان عليه الصلاة والسلام يقوله لأصحابه: ((إنما أنا لكم بمنزلة الوالد .. )) (٢) الحديث.

وهل ثمة عاطفة أبلغ من هذه.

واتضحت العاطفة الحانية في أفعاله - صلى الله عليه وسلم - وضوحاً ساطعاً، وذلك في تقبيله للأولاد، وعدم ضربه أحداً من المسلمين .. وعفوه عمن آذاه ..

وأسلوب الداعية لا يقتصر على الكلام بل يشمل الفعال كذلك، بل ربما كانت أدل على المقصود.


(١) سبق تخريجه ص (١٦٨).
(٢) رواه أبو داود رقم (٨)، وانظر صحيح أبي داود (٦).

<<  <   >  >>