من جمال أسلوب الداعية، وجذبه الناس إلى الاستماع له .. وتأثرهم به .. أن يتضمن أسلوبه ما يثير العاطفة .. ولا يطغى عليه .. ومن قوة حجة الداعية، ومتانة أسلوبه، أن يحتوي على ما يحرك العقل، ولا يقتصر عليه.
فمن الناس؛ من هم أصحاب عاطفة، يتأثرون بما يثير الوجدان، ويتلمس القلوب .. ومنهم من يتأثر بالقناعات العقلية، والقضايا الفكرية.
وبناءاً على هذا؛ فإن من حكمة الداعية؛ أن يعم بخطابه الصنفين؛ العاطفيين والعقلانيين، وأن يشمل بأسلوبه الطرفين.
لأن اقتصار الداعية في أسلوبه على إثارة العاطفة، وخلو خطابه مما يحمل على التفكير .. من إيرادات عقلية، وقضايا فكرية، يحمل فريقاً من المدعوين على الإعراض عن الاستماع .. والاستخفاف بالداعية.
واقتصار الداعية في أسلوبه، على تحريك العقل، والطرح الفكري. يدفع فريقاً كبيراً من الناس إلى الملل، والإعراض عما يقال، لعدم فهمه ما يطرح.