[المبحث السابع مراعاة أحوال الناس العامة، وما اعتادوا عليه]
وفيه أربعة مطالب:
[المطلب الأول: المقصود بأحوال الناس العامة]
أي ما هم عليه في دينهم وبلدهم وطريقة تعاملهم، وما اعتادوه في حياتهم، وورثوه من آبائهم.
فقد يكون قوم حديثو عهد بإسلام، اعتادوا محرماً -يعلمون أنه محرم أو لا يعلمون- لا يُمكنهم الانفصال عنه في عشية أو ضحاها.
وقد يكونون في ضعف واضطهاد، لا يمكنهم القيام بشعائر الإسلام كلها، أو يكونون في حال قوة واستقرار، أو حال علم ودين، أو حال جهل وفجور.
فلابد للداعية أن يكون بصيراً بواقع الناس، عالماً بأحكام هذا الواقع .. فكما أن لكل قوم حالاً .. فإن لكل حال حكاً ومقالاً.
[المطلب الثاني: تقسيم عادات الناس إلى ثلاثة]
الأول: ما اعتادوه مما هو مُحرَّم، لكنه مما عمّ فيهم وطم، كاعتياد النساء السفور والاختلاط، وسماع المعازف وَشرب الدخان، وما شابه هذه المحرمات، كما هو الحال في بعض البلاد.
الثاني: ما اعتادوه مما سكت عنه الشرع، لا يحرمه ولا يوجبه، ومن ذلك؛ ما اعتادوه في أطعمتهم وألبستهم وولائمهم وأفراحهم، وأدويتهم، وطرق بنائهم، وما شابه ذلك.